ردت الشرطة الإسرائيلية، الثلاثاء، بالقوة على احتجاج نظمه معارضون لحكومة بنيامين نتنياهو، الذين ردوا على التظاهرات بالقول “لا ينبغي أن تندلع حرب أهلية”، فيما أصر المتظاهرون على إقالة حكومته وإجراء انتخابات مبكرة. .
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الشرطة أخلت المتظاهرين المناهضين للحكومة بعد أن أغلقت شارع 16 في القدس الغربية. كما أظهر مقطع فيديو عناصر الشرطة وهم يقومون بإخراج إسرائيليين ربطوا أنفسهم بحبال مربوطة بقضبان حديدية بهدف إغلاق الشارع.
وهتف المشاركون في التظاهرات “الانتخابات الآن”، في إشارة إلى المطالبة بإجراء انتخابات مبكرة لإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو.
وقال رئيس “معسكر الدولة” بيني غانتس عبر منصة “إكس”، موجها كلامه لنتنياهو، إن “المظاهرات التي تجري في الشارع هي ضد الحكومة، وليس ضد جنود الجيش”.
أما زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد فقال: «يجب إسقاط حكومة نتنياهو، ومن الممكن القيام بذلك. منذ لحظة استقالة بيني غانتس من الحكومة، المعارضة لديها الإمكانيات، وسنعمل معا على إسقاط الحكومة”، التي وصفها بـ”المجنونة، المنخرطة في صراعات داخلية، وغير القادرة على فعل أي شيء”. “أي شيء للجنوب والشمال.”
حرب اهلية
من جانبه، قال نتنياهو إن “الوحدة الداخلية شرط أساسي لما أسماه النصر في الحرب، ويجب ألا تقع حرب أهلية في إسرائيل”، متهما من وصفهم بـ”الأقلية المتطرفة بممارسة العنف”، معتبرا ذلك إنه “لا يمثل غالبية الشعب”.
كلام نتنياهو جاء خلال مؤتمر صحفي بعد مشاركته في حفل تأبين لشهداء الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في المعارك البرية في قطاع غزة.
وتابع: “نحن نقاتل على عدة جبهات في الجنوب في قطاع غزة حتى القضاء على حماس وإعادة جميع معتقليها، وفي الشمال على الحدود مع لبنان حتى نعيد سكاننا سالمين إلى منازلهم، وفي الشمال على الحدود مع لبنان حتى نعيد سكاننا سالمين إلى منازلهم”. وفي الشرق نعمل على منع إيران من تطويقنا والحصول على أسلحة نووية”.
في غضون ذلك، ذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن عائلات المعتقلين الذين قتلوا في غزة والذين انتشل الجيش جثثهم رفضت دعوة من مكتب نتنياهو لحضور حفل تكريم المقاتلين الذين انتشلوا الجثث.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن هذه العائلات قولها إن نتنياهو لم يتصل بهم لتقديم التعازي بعد انتشال قوات الأمن الجثث.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو سيعقد اجتماعات هذا الأسبوع مع أهالي المعتقلين والقتلى، على أن يعقد الاجتماع الأول اليوم الثلاثاء، على أن يعقد اجتماع آخر بعد غد الخميس.
وشهدت إسرائيل في الآونة الأخيرة عدة صراعات داخلية، تمثلت في تصاعد احتجاجات أهالي الأسرى المعتقلين في قطاع غزة ضد الحكومة، وما نتج عنها من مظاهرات يومية يشارك فيها عشرات الآلاف من الإسرائيليين.
كما تدعو أحزاب المعارضة والمؤسسات المدنية في إسرائيل، إلى جانب وزير الدفاع يوآف غالانت، إلى تجنيد اليهود المتدينين “لتوزيع العبء في المجتمع الإسرائيلي”، وهو ما يعارضه معظم وزراء الائتلاف الحكومي.
ودعت منظمة “إخوة السلاح” -التي تضم جنودا سابقين في الجيش الإسرائيلي- إلى ما أسمتها فعاليات أسبوع المقاومة من أجل إسقاط الحكومة والذهاب إلى انتخابات مبكرة. وبدأت الفعاليات يوم السبت الماضي وتستمر حتى بعد غد الخميس.
وبلغت الاحتجاجات ذروتها مساء أمس الاثنين، حيث شارك عشرات الآلاف من المتظاهرين في تظاهرة أمام الكنيست، قبل أن يتوجهوا إلى مقر إقامة نتنياهو في القدس الغربية.
ومؤخرا، صعدت أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة احتجاجاتهم للضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق مع حماس للإفراج عن أبنائهم، لكن العملية العسكرية التي بدأتها تل أبيب يوم 6 مايو/أيار في رفح جنوب قطاع غزة أعاقت ذلك.