وحذرت هيئات دولية من تدهور الوضع الإنساني في غزة في ظل مشهد مجاعة قاتم، ووقوع عمال الإغاثة في مرمى الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلة دخول المساعدات.
وقال جاغان شاباجين، المدير التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، إن أزمة الغذاء في غزة وصلت إلى نقطة حرجة، مع تزايد خطر الجوع يوميا.
وأوضح أنه لا تزال هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات فورية لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح في غزة بسبب المجاعة.
وأعرب عن بالغ قلقه إزاء القصف الأخير الذي وقع بالقرب من مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، والذي تسبب في أضرار وتعريض حياة المئات من المدنيين النازحين الذين يعيشون في الخيام للخطر.
وأشار إلى أنه يجب على جميع أطراف النزاع الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وضمان حماية المدنيين والعاملين في مجال الرعاية الصحية.
استهداف عمال الإغاثة
من جانبه، قال برنامج الغذاء العالمي إن بيئة العمل العدائية في قطاع غزة تجعل من شبه المستحيل إيصال المساعدات.
بدوره، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن المخاطر التي تواجه العاملين في المجال الإنساني في غزة أصبحت لا تطاق.
ورفض دوجاريك تأكيد تقارير تفيد بأن الأمم المتحدة أبلغت إسرائيل أنها ستعلق عمليات الإغاثة في غزة ما لم يتخذ الاحتلال خطوات عاجلة لتوفير حماية أفضل للعاملين في المجال الإنساني.
معدلات كارثية
وأظهرت نتائج تحليل انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة، أن سكان القطاع يواجهون خطراً حقيقياً بسبب انخفاض مستويات الأمن الغذائي إلى معدلات كارثية تنذر بالمجاعة في جميع أنحاء القطاع.
كما أشار التقرير إلى أن المسار الأخير لتقديم المساعدات الإغاثية في غزة سلبي وغير مستقر إلى حد كبير.
ووفقاً لتقرير مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل، فإن أكثر من 495,000 شخص، أو أكثر من خمس سكان غزة، يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي.
وجاء في التقرير: “إن مساحة العمل المتاحة للمنظمات الإنسانية، والقدرة على تقديم المساعدة بأمان للسكان، تتضاءل باستمرار مع تدهور الظروف الحالية وأصبحت غير مستقرة إلى حد كبير”.
أما كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي عارف حسين، فقال إن إعلان المجاعة أو عدم إعلانها ليس هدف تقرير الأمم المتحدة حول التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في غزة، مشيرا إلى أن الوضع في القطاع متدهور. الوضع سيء للغاية بالفعل، ويجب اتخاذ الإجراءات اللازمة قبل الإعلان رسميًا عن المجاعة.
وفيما يتعلق بالشروط اللازمة للاستجابة الإنسانية السريعة في غزة، قال الحسين إنه يجب ضمان توفير السلع بمستويات كافية، ويجب ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني، ويجب أيضًا ضمان سلامة من يتلقون المساعدات. وشكك المسؤول الأممي في إمكانية تحقيق هذه الأمور دون وقف إطلاق النار.
وفي أحدث إعلان عن ضحايا الجوع، أفاد مراسل الجزيرة أن الطفل عزام الشاعر استشهد متأثرا بسوء التغذية نتيجة سياسة التجويع التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال والد الطفل الشهيد للجزيرة إنه لم يتمكن من توفير الحليب والعلاج لابنه -المعاق- خلال الأشهر الأربعة الماضية.
وتسبب الهجوم على رفح في إغلاق المعبر البري على حدود غزة مع مصر، والذي كان طريقا رئيسيا لإيصال المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات، بالإضافة إلى كونه نقطة إخلاء للمدنيين المصابين بأمراض خطيرة أو المصابين.