سادت حالة من الغضب والاستنكار مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، إثر قصف مدفعي استهدف مركز غسيل الكلى الوحيد بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ما أدى إلى تدميره بالكامل.
وانتشرت مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي تظهر اندلاع حريق في مركز غسيل الكلى وأعمدة الدخان تتصاعد منه، وبمجرد انتشار الخبر سارعت عدة جهات إلى اتهام قوات الدعم السريع بالاستهداف. وقالت تنسيقية لجان المقاومة بالفاشر في منشور لها على صفحتها بموقع فيسبوك، إن تلك القوات قصفت المركز ودمرته بالكامل. علماً أنها تقدم خدماتها العلاجية لأكثر من 94 مريضاً بالفشل الكلوي من مختلف ولايات دارفور.
من جانبه، قال والي إقليم دارفور مني أركو مناوي، إن قوات الدعم حكمت بالإعدام على مرضى الفشل الكلوي في الإقليم بهذا الاستهداف، مطالباً العالم بالنظر إلى ما وصفها بـ”جرائم الدعم”. ميليشيا.”
وأصدرت مليشيا الدعم السريع أحكاما بالإعدام على جميع مرضى الفشل الكلوي بالمنطقة، بعد يوم من استهداف المستشفى التخصصي بالفاشر. وبهذا الدمار تكون المليشيا قد حكمت على جميع مرضى الفشل الكلوي بالإعدام في المركز الوحيد بدارفور. وليشهد العالم على جرائم هذه الميليشيا المدعومة من دولة عضو في الأمم المتحدة. pic.twitter.com/PEEUqQtnap
— ميني مناوي | مني أركو ميناوي (@ArkoMinawi) 23 يونيو 2024
وأثار استهداف مركز الكلى الوحيد بالفاشر، حالة من الصدمة والاستنكار لدى الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تساءل بعض السودانيين: ماذا استفادت قوات الدعم من استهداف المركز الصحي الذي يقدم خدماته للمرضى المدنيين؟
وأشار آخرون إلى أن قوات الدعم تقاتل كافة شرائح الشعب السوداني، ولا تفرق بين عسكري ومدني، وتعمل بسياسة العقاب الجماعي، دون مراعاة أي جوانب إنسانية أو أخلاقية.
ما يفعله الدعم السريع هو عملية تدمير #منهجي بالنسبة للحياة في المدن التي تغزوها، فهذه ليست حربا بين طرفي صراع، كما يقول أصحابها #الغرض بل هي سلسلة من جرائم الحرب والتطهير العرقي والتصفير وتدمير كل منشأة خدمية لرفع تكلفة الكارثة الإنسانية #الفيديو تدوينة الدعم السريع مستشفى الكلى #الفاشر #دارفور #السودان pic.twitter.com/SkIXvJZNiC
– د- هان أمين 🇸🇩🦋📿 (@hanaelmeen1) 24 يونيو 2024
ووصف الناشطون الحدث بأنه عملية تدمير ممنهج للحياة في المدن، وأنه جزء من الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم ضد المدنيين في السودان، وأن هذه القوات شنت الهجوم دون الشعور بأي مسؤولية تجاه المرضى.
ويعتقد الناشطون أن استهداف مركز غسيل الكلى في الفاشر يمثل ضربة موجعة للقطاع الصحي المتدهور بالفعل في البلاد، ويهدد حياة آلاف المرضى الذين يعتمدون على هذا المركز للعلاج.
مليشيا الدعم السريع تقصف مركز الكلى الوحيد بمدينة الفاشر وتخرجه عن الخدمة. المليشيا تعاقب المدنيين وليس ولاية الـ56. ولا سبيل لإيقاف هذه الميليشيا إلا باللغة التي يفهمونها. قرارات مجلس الأمن الداعية إلى رفع الحصار عن المدينة وكأنها تقول للميليشيا: زدوا غضبكم على المدنيين.
— فيصل فاضل (@fadil_gmail) 24 يونيو 2024
وطالب مدونون المنظمات الحقوقية المحلية والدولية بفتح تحقيق عاجل في القصف المتتالي للمنشآت الصحية، ودعوا إلى ضرورة حماية المدنيين والمرافق الصحية في السودان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود في السودان من “استمرار الهجمات على المستشفيات وعدم قدرة أي مساعدات خارجية على الوصول إلى المدينة بسبب شدة أعمال العنف”.