قالت مصادر عسكرية للجزيرة إن الجيش السوداني سيطر على مدينة ود الحداد بولاية الجزيرة (وسط) السودان، فيما دفعت المعارك والقصف المستمر لقوات الدعم السريع 143 ألف شخص إلى الفرار من الفاشر عاصمة السودان. ولاية شمال دارفور.
وأضافت المصادر أن الجيش تمكن من استعادة “مصنع سكر سنار” الذي كان تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ أكثر من 7 أشهر.
وقالت المصادر إن منطقة “جبل مويه” بولاية سنار تشهد اشتباكات عنيفة، كما وصلت تعزيزات للجيش من النيل الأبيض والمناقل وسنار، ما دفع قوات الدعم السريع إلى الانسحاب.
وفي العاصمة الخرطوم، قال مراسل الجزيرة إن طائرات الجيش السوداني شنت غارات كثيفة ومتتالية على عدد من مواقع قوات الدعم السريع في الخرطوم والأحياء الغربية لمدينة أم درمان.
وأضاف المراسل أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في محيط المدينة، مؤكدا ارتفاع أعمدة الدخان وسماع أصوات انفجارات عنيفة في محيط الاشتباكات منذ الصباح الباكر.
استهداف المستشفيات
وفي إقليم دارفور، أفادت مصادر سودانية محلية، بتعرض الأحياء السكنية والمنشآت الصحية في مدينة الفاشر لقصف عنيف، أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.
وقال والي إقليم دارفور مني أركو ميناوي، إن “مليشيا الدعم السريع قصفت المركز الطبي الوحيد المتخصص في علاج مرضى الفشل الكلوي في الإقليم”.
من جانبه حذر مدير عام وزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر من نفاد الأدوية بمدينة الفاشر، مؤكدا أن الوضع يتطلب تدخلا عاجلا قبل أن ينهار النظام الصحي بالولاية. على حد تعبيره.
وقال في تصريح للجزيرة إن معظم المستشفيات والمراكز الصحية في الفاشر خرجت عن الخدمة بسبب القصف المدفعي المتكرر من الدعم السريع.
من جانبها، أدانت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، الهجوم على المستشفى السعودي في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، ومقتل صيدلي في المستشفى.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود، السبت، في بيان لها، أن “قصفاً لقوات الدعم السريع استهدف ليل الجمعة 21 يونيو/حزيران، صيدلية المستشفى السعودي للولادة الذي تدعمه المنظمة في الفاشر، ما أدى إلى مقتل صيدلي أثناء تواجده”. كانت تعمل وتسببت في أضرار بالمبنى”. بينما لم يصدر تعليق فوري من قوات الدعم السريع على اتهامات المنظمة الدولية.
143 ألف نازح
وفي سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة، الاثنين، نزوح نحو 143 ألف شخص من الفاشر بولاية شمال دارفور نتيجة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في بيان، إن “السودان يواصل الانزلاق نحو الفوضى، مع تفاقم الأزمة الإنسانية والأثر المروع للصراع على المدنيين في الفاشر وغيرها من بؤر الصراع الساخنة”.
وأشار البيان إلى أن ما يقدر بنحو 7.3 مليون شخص نزحوا داخلياً منذ منتصف أبريل 2023.
وذكر أنه خلال الفترة من 1 يناير إلى 30 أبريل 2024، قدم الشركاء الإنسانيون المساعدة الإنسانية لأكثر من 5.2 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد.
وتشهد مدينة الفاشر منذ 10 مايو/أيار الماضي، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، رغم التحذيرات الدولية من معارك تدور رحاها في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لعموم ولايات دارفور (غرب).
ويخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ منتصف أبريل 2023، معارك خلفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 8.5 مليون نازح ولاجئ. ، بحسب الأمم المتحدة.
وتزايدت الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت. بسبب نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد.