واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عمليات الاعتقال وهدم المنازل في مدن مختلفة بالضفة الغربية المحتلة، فيما أعلن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أنه يعتزم جعل الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من إسرائيل.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت بعد ظهر اليوم الاثنين بلدة عناتا شمال شرق القدس، ونفذت عمليات دهم واعتقالات لمواطنين.
وذكر المراسل أن قوات الاحتلال أغلقت بشكل مفاجئ الحواجز العسكرية شرق مدينة القدس المحتلة.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد وصباح اليوم الاثنين، ما لا يقل عن 12 فلسطينيا في الضفة الغربية، بينهم امرأة وأطفال وأسرى محررون، حسبما أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) ونادي الأسير الفلسطيني. (الأهلي) في بيان مشترك.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة إلى 9360 حالة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر من العام الماضي.
كما نفذت قوات الاحتلال عمليات تحقيق ميدانية واسعة في بلدتي سلواد وكفر نعمة بمحافظة رام الله (وسط)، استهدفت ما لا يقل عن 80 مواطنا، أفرج عن غالبيتهم لاحقا، بحسب البيان.
وأفادت الجثتان أن إجمالي عدد المعتقلين بعد 7 أكتوبر من العام الماضي ارتفع إلى أكثر من 9360 معتقلاً، أُطلق سراح بعضهم لاحقاً بعد تعرضهم للتعذيب والانتهاكات الواسعة.
وبالتزامن مع حربه على غزة، صعّد الجيش والمستوطنون هجماتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مخلفة 553 شهيدا فلسطينيا، بينهم 133 طفلا، ونحو 5300 جريح، بحسب وزارة الصحة.
هدم المنازل
وفي سياق متصل، سلمت قوات الاحتلال 8 إخطارات بهدم منازل في قرية “خلة الضبعة” بمسافر يطا جنوب الخليل، وإخطارين بهدم منزلين آخرين في قرية المفقرة بمسافر. يطا.
وتصاعدت وتيرة عمليات هدم المنازل في مسافر يطا بعد يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما هدم جيش الاحتلال والمستوطنون نحو 20 منزلا بحجة البناء دون ترخيص.
كما صادق جيش الاحتلال على أمر بهدم منزل الأسير أحمد دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، بتهمة قتل مستوطن في إبريل الماضي.
ضم الضفة الغربية
من جانبه، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش -خلال اجتماع لحزبه الصهيونية الدينية اليميني المتطرف الاثنين- أنه يعتزم جعل الضفة الغربية المحتلة جزءا لا يتجزأ من إسرائيل.
وأضاف سموتريتش: “سنرسي السيادة في يهودا والسامرة (الاسم العبري للضفة الغربية) على الأرض أولا ثم من خلال التشريع. وأعتزم إضفاء الشرعية على المستوطنات الناشئة (البؤر الاستيطانية غير القانونية)”.
وأضاف سموتريتش، أحد أبرز المؤيدين للاستيطان في الضفة الغربية وضمها لإسرائيل، “مهمة حياتي هي إحباط قيام الدولة الفلسطينية”.
وأكد سموتريتش، الأحد، صحة محتوى تسجيل صوتي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الجمعة حول مساعيه لضم الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل.
وقال سموتريتش، عبر منصة “إكس”، إن “أغلبية الشعب الإسرائيلي تدرك جيداً أن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية سيعرض وجود إسرائيل للخطر، وهم لا يعارضون ما أفعله”.
وخلال لقاء مع المستوطنين، في 9 يونيو/حزيران، قال سموتريش، بحسب التسجيل، إن “حكومة بنيامين نتنياهو منخرطة في خطة سرية لتغيير الطريقة التي تحكم بها الضفة الغربية، لتعزيز سيطرة إسرائيل عليها بشكل لا رجعة فيه، دون اتهامها بانتهاك القانون”. ضمها رسميًا”.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تستغل حربها على غزة، منذ 7 أكتوبر الماضي، لتكثيف الأنشطة الاستيطانية وإجراءات الضم في الضفة الغربية المحتلة، ويطالبون المجتمع الدولي بوقف مخططات تل أبيب.
الأمم المتحدة تعتبر الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع على مبدأ حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية)، وتطالب منذ عقود بوقفه دون جدوى .
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، يقيم أكثر من 720 ألف مستوطن إسرائيلي في المستوطنات والبؤر الاستيطانية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية المحتلة.