استبعد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، معتبرا أن الحرب كانت قرارا أميركيا بالدرجة الأولى قبل أن تكون إسرائيلية.
وخلال تحليله للمشهد العسكري في غزة ولبنان، قال الفلاحي إن فتح الجبهة الشمالية يتطلب دعما أميركيا، ولا يبدو أن واشنطن مستعدة لذلك نظرا لقرب الانتخابات الرئاسية الأميركية، وتزايد النفوذ الصيني، وتطورات الأوضاع في المنطقة. الحرب الروسية الأوكرانية، وتخصيب اليورانيوم الإيراني.
وأضاف موضحا أن كل هذه العوامل «تؤثر على الولايات المتحدة ومصالحها»، لافتا إلى أن أي حرب شاملة تتطلب دخول أطراف أخرى في الحرب واستهداف المصالح الأميركية.
لذلك، رجح الخبير العسكري أن يكون هناك تصعيد جوي أكبر على الجبهة الشمالية ومواجهة برية محدودة ضمن منطقة محددة، لكن دون الانزلاق إلى حرب شاملة ومدمرة.
وأشار إلى أن كافة الخبراء في إسرائيل يؤكدون أن الوقت غير مناسب لشن حرب ضد حزب الله، لكنه أضاف أن اليمين المتطرف يجعل الخيار العسكري ممكنا لأن حكومة بنيامين نتنياهو تنتهج سياسة الهروب إلى الأمام.
وأكد أن حزب الله يمتلك قدرات عسكرية تفوق بكثير قدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ويمتلك ترسانة صاروخية ومسيرات هجومية، ما يعني أن الدمار سيكون أكبر بكثير.
القتال في غزة
وفيما يتعلق بتصريحات نتنياهو بأن مرحلة القتال العنيف في غزة على وشك الانتهاء، يرى الخبير الاستراتيجي أن الواقع على الأرض مختلف بشكل كبير، وهو ما يدحض ما صرح به نتنياهو سابقا عندما قال إن إسرائيل تتجه إلى رفح جنوب القطاع. لتحقيق “النصر المطلق”.
وأشار إلى أن تصريحات نتنياهو تعني بوضوح أن أهداف الحرب لم تتحقق وهي استعادة الأسرى المعتقلين، والقضاء على حماس وقدراتها العسكرية وقادتها، ما يعني أنه “لم يتحقق أي نصر على الإطلاق”. تم تحقيقه.”
وتساءل الفلاحي عن تصريحات جيش الاحتلال حول الانتقال الوشيك إلى المرحلة الثالثة “ج”، قائلا: “عمليات برية كبيرة بقطاعات عسكرية كبيرة لم تحقق أهداف الحرب، فكيف يمكن للعمليات الأمنية المبنية على معلومات استخباراتية أن تحققها”. ؟”
وفيما يتعلق بذهاب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة، يرى الخبير العسكري أن ذلك يعني أن واشنطن شريك في الحرب ولها الكلمة الأخيرة، والجيش الإسرائيلي يفتقر إلى القدرات والإمكانات إذا لم يكن هناك دعم أميركي، سواء في غزة أو في الشمال.