ويبدو أن التوتر والخوف في قبرص بشأن تحذيرات حزب الله من احتمال استدراجه إلى الصراع إذا سمح لإسرائيل باستخدام قواعدها العسكرية لضرب لبنان، لم يقتصر على المسؤولين القبارصة.
كشف تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية أن دبلوماسيين غربيين يعملون في قبرص عبروا عن فزعهم من شبح جر قبرص إلى الصراع المحتدم في الشرق الأوسط، إذا اندلعت حرب شاملة بين لبنان وإسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن أحد مبعوثي الاتحاد الأوروبي العاملين في نيقوسيا قوله إن “حزب الله له تاريخ في التصرف بناء على تهديداته”، وهو تعليق يشير إلى أن المسؤول الأوروبي يأخذ تهديد حزب الله على محمل الجد.
وأوضح المسؤول الأوروبي -الذي لم تذكر الصحيفة اسمه- أن “حزب الله يعلم أن قبرص لا تملك القدرة العسكرية على الرد، وبالتالي فهي هدف سهل”.
تحذير
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في كلمة ألقاها أول من أمس الأربعاء، إن قبرص قد تصبح هدفاً للحزب إذا سمحت لإسرائيل باستخدام منشآتها العسكرية لمهاجمة لبنان.
ووجه نصر الله التحذير إلى حكومة قبرص بناء على ما قال إنها معلومات تلقاها الحزب تشير إلى أن إسرائيل – التي تجري سنويا مناورات على هذه الجزيرة الصغيرة الواقعة في البحر الأبيض المتوسط، وهي عضو في الاتحاد الأوروبي وقريبة جغرافيا من لبنان إسرائيل – قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف… حزب الله للمطارات الإسرائيلية.
وقال: “لدينا معلومات بأن العدو (إسرائيل) يجري مناورات في مناطق ومطارات قبرصية، ويعتقد أنه في حال استهداف مطاراته فإنه سيستخدم المطارات والمنشآت القبرصية”.
ومضى نصر الله محذرا: “لذلك يجب على الحكومة القبرصية أن تعلم أنه إذا فتحت المطارات والقواعد القبرصية للحرب على لبنان فسنتعامل مع قبرص وكأنها جزء من الحرب”.
بيان “غير مستساغ”.
واستغربت قبرص -التي لا تبعد عن تل أبيب سوى 40 دقيقة بالطائرة- من تصريحات نصر الله، وكان ردها متحفظا، إذ قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إن «جمهورية قبرص ليست منخرطة في الصراع بأي شكل من الأشكال». ووصف تصريحات نصر الله بأنها “غير مستساغة”.
وشدد خريستودوليدس على أن بلاده لا تشارك بأي شكل من الأشكال في الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة وجنوب لبنان، وأكد أن “قبرص جزء من الحل وليست جزءا من المشكلة”.
كما تدخل الاتحاد الأوروبي، وقال المتحدث باسمه: “إن أي تهديد لدولنا الأعضاء هو تهديد للاتحاد الأوروبي”.
وأوضح المسؤولون في نيقوسيا أنهم لا يريدون أن يتطور الأمر أكثر.
وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتمبيوتيس إن بلاده “يتم الاعتماد عليها لتحقيق الاستقرار وهي مركز إقليمي محترم للعمليات الإنسانية، استنادا إلى علاقاتها الممتازة مع جميع دول المنطقة”.
ملف القواعد العسكرية
لكن هذا يأتي أيضًا على خلفية تحسن العلاقات مع إسرائيل، والاستخدام الأخير للقواعد البريطانية في قبرص في العمليات العسكرية في سوريا واليمن.
ومن المعروف أيضًا أن القوات الجوية الإسرائيلية تجري مناورات في المجال الجوي لقبرص، وفي السنوات القليلة الماضية شاركت الدولتان في مناورات عسكرية.
وقال القبارصة في العاصمة المقسمة نيقوسيا: “إنهم ما زالوا يعانون من عواقب الغزو التركي لشمال قبرص عام 1974، بعد انقلاب قصير الأمد بناء على طلب اليونان، وبالتالي لا يريدون مواجهة مشاكل أخرى. “
وقال فيليوس كريستودولو (84 عاما) “عندما سمعت هذه الأخبار الليلة الماضية، نعم، شعرت بالقلق”.
لكن ستيلا باتاتيني (62 عاما) لم تشعر بالقلق من التصريحات وقالت: “لا علاقة لنا بهذه الحرب. على العكس من ذلك، نحن نساعد في إحلال السلام في المنطقة ونساعد الفلسطينيين، لذلك أشعر بالأمان في قبرص”. “