وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع جنوب العاصمة الخرطوم، والفاشر عاصمة إقليم دارفور (غرب)، فيما دعت دول عربية الجانبين إلى وقف الحرب التي اندلعت مستمرة منذ أكثر من عام والعودة إلى طاولة الحوار.
وأكدت مصادر محلية للجزيرة سماع دوي قصف متقطع بالأسلحة الثقيلة في محيط هيئة المدرعات جنوب العاصمة الخرطوم.
وقال الجيش السوداني إن قوات العمل الخاصة في منطقة الشجرة العسكرية أوقعت من أسماها مليشيا الدعم السريع خسائر فادحة في الأرواح جنوب الخرطوم.
ونشر الجيش صورا قال إنها لقوات العمليات الخاصة وهي تعرض آلية قتالية كاملة التسليح، ضمن كميات من المعدات التي استولى عليها من قوات الدعم السريع.
وفي أم درمان، قال ناشطون، إن متطوعاً في مستشفى النو استشهد جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على ضاحية الثورة.
وأشارت تنسيقية لجان المقاومة بمحلية كرري شمال أم درمان، إلى تعرض أحياء المحلية لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الدعم السريع.
معارك الفاشر
بدورها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن صور الأقمار الصناعية وتحليل مقاطع الفيديو تكشف تصاعد الهجوم في الفاشر.
ونقلت الصحيفة عن معمل أبحاث الإنسان بجامعة ييل قوله إن أكثر من 40 قرية قريبة من الفاشر تم إحراقها منذ أبريل الماضي، بعضها تم تدميره عمدا، كما تم تدمير أكثر من 20 ألف مبنى منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الأحياء الشرقية. الفاشر .
من ناحية أخرى، قالت قوات الدعم السريع، في بيان لها، ل
واستنكر البيان ما أسماه بالجريمة العنصرية التي ارتكبت على أساس عرقي، حيث أن معظم الضحايا ينحدرون من مناطق محددة في السودان.
وذكرت قوات الدعم السريع أن ما حدث يكشف بوضوح مخطط إشعال الفتنة ودفع البلاد إلى حرب أهلية، بحسب البيان. ولم يصدر تعليق من الجيش على هذا الاتهام حتى الآن.
اوقفو الحرب
سياسيا، دعت دول عربية، الأربعاء، إلى إنهاء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أكثر من عام، مطالبة بالعودة إلى الحوار.
جاء ذلك في كلمة للسعودية، وأخرى باسم دول مجلس التعاون الخليجي، خلال الحوار التفاعلي الذي أجراه مجلس حقوق الإنسان حول الوضع في السودان.
وأعرب مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة عبد المحسن خثيلة، في كلمة السعودية، عن “قلق المملكة من استمرار العمليات العسكرية في السودان وما يترتب عليها من معاناة”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس” عن الأربعاء.
وجدد الخثلة الدعوة إلى “ضرورة العودة إلى الحوار تمهيدا للتوصل إلى حل سياسي يجنب أشقائنا ويلات الحروب”.
وفي سياق متصل، حثت دول مجلس التعاون الخليجي، خلال الحوار التفاعلي، الأطراف في السودان على “ضرورة التهدئة، وتغليب لغة الحوار، وتوحيد الصف”.
وأكدت جوهرة السويدي، نائب المندوب الدائم لدولة قطر في جنيف، نيابة عن دول مجلس التعاون الخليجي الذي ترأسه الدوحة حاليا، أهمية الانخراط الجاد والفعال لقوات الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع في مبادرات حل الأزمة. الأزمة، بحسب بيان لوزارة الخارجية القطرية، صدر مساء الثلاثاء.
من جانبه، ناشد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، طرفي الصراع ضرورة وقف إطلاق النار في السودان.
ودعا غيبريسوس إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الكارثة الإنسانية التي تتكشف في السودان.
ويخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حرباً خلفت نحو 15 ألف قتيل ونحو 8.5 ملايين نازح ونازحين. اللاجئين بحسب الأمم المتحدة.
وتزايدت الدعوات الأممية والدولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت، نتيجة نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 ولاية في البلاد.